يبحث العديد من الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت عن أذكار الصباح، حيث يحرص المسلمون كل يوم على قراءة الأذكار لما لها من أهمية كبيرة في حياتهم. فهي باب تحصين قوي من الشياطين، وتعد هذه الأذكار التي وردت عن النبي محمد ﷺ من السنن المحببة التي يتم ذكرها قبل شروق الشمس. سنتحدث اليوم بالتفصيل عن هذه الأذكار وأهميتها في حياة الإنسان المسلم، فتابعونا للنهاية.
تعريف أذكار الصباح
تعد أذكار الصباح بمثابة الحارس الأمين للمسلم بعد قضاء الله وقدره، فهي تمنع كيد الشياطين. إنها آيات قرآنية عظيمة تحصن الإنسان المسلم، فحين يذكر الإنسان ربه بقول “بسم الله، توكلت على الله” ترد عليه الملائكة وتقول: “كفيت ووقيت”، وتنحى عنك الشيطان. فكيف لهذا الإنسان أن يتعرض للأذى في يومه وقد وقاه الله شر كل شيء؟ فيا لها من منزلة كبيرة وعظيمة.
اهمية اذكار الصباح
أذكار الصباح تعد سنة عن النبي محمد ﷺ، وهي من السنن المستحبة، ولكنها ليست واجبة. وحسب اجتهاد علماء المسلمين.
يجوز لمن ترك أذكار الصباح أن يقضيها حين يتذكرها في غير وقتها المعتاد. كما لا يشترط ترتيب قراءتها، ولا يلزم قراءة الأذكار الواردة كلها.
بل يجوز ترك بعضها وقراءة ما تيسر منها دون تحديد، وذلك لعدم وجود نص يلزم بذلك. كذلك لا حرج في ذكر المسلم للأذكار وهو على حدث، سواء كانت حادثة كبرى أو صغرى.
ولا يصح قراءتها بشكل جماعي، بل يلزم قراءتها بشكل منفرد. ويجب على المسلم الانشغال بالذكر طوال اليوم، لقوله تعالى: {فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى}.”.
أوقات أذكار الصباح
يمكننا القول بأن الوقت المناسب لقراءة أذكار الصباح يبدأ من صلاة الفجر وحتى وقت غروب الشمس. وهناك اختلاف بين العلماء حول الموعد المحدد لقراءة أذكار الصباح؛ فمنهم من يقول إنها يجب أن تقرأ من طلوع الفجر حتى شروق الشمس، ومنهم من أجاز قراءتها حتى مغيب الشمس، وآخرون يقولون إنها تنتهي بظهور وقت الضحى.
الأذكار الصباحية
وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تتضمن ما يذكر من الأذكار والأدعية في كل صباح ومساء. وقد جمعت هذه الأذكار في العديد من الكتب، أشهرها: كتاب “الأذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار” النووي، وكتيب “حصن المسلم” لسعيد بن علي بن وهف القحطاني. وفيما يلي نذكر بعض أذكار الصباح التي جاءت في الأثر:
- أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر.
- اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور.
- أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين.
- اللهم إني أصبحت أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك.
- قراءة الآيتين 285-286 من سورة البقرة.”آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ۚ كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله ۚ وقالوا سمعنا وأطعنا ۖ غفرانك ربنا وإليك المصير (285) لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ۚ لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ۗ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ۚ ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ۚ ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ۖ واعف عنا واغفر لنا وارحمنا ۚ أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين (286)”
- قراءة آية الكرسي.
- قراءة سورة الإخلاص، سورة الفلق، وسورة الناس.
- رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا.
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
- أستغفر الله وأتوب إليه (100 مرة).
ومن الأذكار المشهورة بين المسلمين:
- سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته (3 مرات).
- حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (7 مرات).
- اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت (3 مرات).
- يا رب، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك (3 مرات).
- اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم (مرة واحدة).
- اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه (3 مرات).
- يا رب، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، ولعظيم سلطانك (3 مرات).
- اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد (10 مرات).
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (10 مرات).
- اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي (مرة واحدة).
- يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين (3 مرات).
- اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم (مرة واحدة).
فضل أذكار الصباح
لقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت”
فعمران القلوب وحياتها يتحقق بذكر الله، والخراب كل الخراب للقلب الذي لا يذكر ربه. أذكار الصباح والمساء أهم من إغلاق باب شقتك ليلا حرصا منك على حماية نفسك من دخول اللصوص، فروحك أولى بالاهتمام وحفظها من الشياطين.
ولهذا قال ابن القيم: “كلما اشتدت بالقلب الغفلة، اشتدت به القسوة، فإذا ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار”.
ويقول ابن عثيمين عن أهمية قراءة أذكار الصباح: “أذكار الصباح والمساء أشد من سور يأجوج ومأجوج في التحصن لمن قالها بحضور قلب”.
إن هذا الموضوع له من الأهمية بمكان، فأذكار الصباح هي الدرع الواقي للإنسان من شرور الإنس والجان. فعندما يذكر الإنسان ربه، يكون في معية الله وحفظه، وتبتعد عنه كل الشرور. فاحرص أخي المسلم على قراءة أذكار الصباح حتى تحصن نفسك من وساوس الشيطان وتقي نفسك من المصائب.”
